امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 14
نمايش فراداده

و ألقوه في البئر في آخر الأمر «من معانيالرسّ هو البئر» و المعنى الآخر الأثراليسير الباقي من الشي‏ء، و قد بقي منهؤلاء القوم الشي‏ء اليسير في ذاكرةالتاريخ!.

و يرى بعض المفسّرين أنّهم «قوم شعيب»لأنّهم كانوا يحفرون الآبار، و لكن معالالتفات إلى أنّ «أصحاب الأيكة»المذكورين في الآيات التالية هم قوم شعيبأنفسهم ينتفي هذا الاحتمال أيضا.

و قال بعض المفسّرين: هم بقايا قوم- صالح-أي ثمود، و مع الالتفات إلى ذكر ثمود علىحدة في الآية فإنّ هذا الاحتمال يبدوبعيدا أيضا.

فعلى هذا يكون التّفسير الأوّل هوالأنسب، و هو ما اشتهر على أقلامالمفسّرين و ألسنتهم!.

ثمّ يضيف القرآن قائلا: وَ عادٌ وَفِرْعَوْنُ وَ إِخْوانُ لُوطٍ و المرادبإخوان لوط هم قومه، و قد عبّر القرآن عنلوط بأنّه أخوهم، و هذا التعبير مستعمل فياللغة العربية بشكل عام.

و كذلك من بعدهم: وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِوَ قَوْمُ تُبَّعٍ. و الأيكة: معناهاالأشجار الكثيرة المتداخلة بعضها ببعض- أوالملتفّة أغصانها- و «أصحاب الأيكة» همطائفة من قوم شعيب كانوا يقطنون منطقة غير«مدين» و هي منطقة ذات أشجار كثيرة «1»! والمراد من «قوم تبّع» طائفة من أهل اليمن،لأنّ «تبّع» لقب لملوك اليمن، باعتبار أنّهؤلاء القوم يتبعون ملوكهم، و ظاهر تعبيرالقرآن هنا و في آية اخرى منه (37- الدخان) هوملك مخصوص من ملوك اليمن اسمه (أسعد أبوكرب) كما نصّت عليه بعض الرّوايات، و يعتقدجماعة من المفسّرين بأنّه كان رجلا صالحا

1- لمزيد الإيضاح يراجع ذيل الآيات (78) منسورة الحجر و (176) من سورة الشعراء.