امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 141
نمايش فراداده

و يلاحظ هذا المعنى في روايات إسلاميةمختلفة وردت في مصادر متعدّدة «1».

و طبقا لبعض الرّوايات فإنّ سبعين ألف ملكيزورون ذلك البيت كلّ يوم و لا يعودون إليهأبدا.

و ذهب البعض أنّ المراد منه «الكعبة» و هيبيت اللّه في الأرض المعمور بالحجّاج والزوّار، و هو أوّل بيت وضع للعبادة علىالأرض.

و قال بعضهم المراد من البيت المعمور هو«قلب المؤمن» الذي يعمره الإيمان و ذكراللّه.

إلّا أنّ ظاهر الآية هو واحد من المعنيينالأوّلين المذكورين آنفا، و بملاحظةالتعابير المختلفة في القرآن عن الكعبةبالبيت يكون المعنى الثاني أكثر انسجاما.

أمّا المقصود بـ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِفهو «السماء» لأنّنا نقرأ في الآية (32) منسورة الأنبياء: وَ جَعَلْنَا السَّماءَسَقْفاً مَحْفُوظاً.

كما نقرأ في الآيتين (27) و 28) من سورةالنازعات أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاًأَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَهافَسَوَّاها فاللّه هو الذي أعلى سقفها وجعلها متّسقة و منتظمة.

و لعلّ الوجه- في التعبير- بالسقف هو أنّالنجوم و الكرات السماوية إلى درجة منالكثرة بحيث غطّت السماء فصارت كأنّهاالسقف، و يمكن أن يكون إشارة إلى الجوّالذي يحيط بالأرض أو ما يسمّى بالغلافالجوّي، و هو بمثابة السقف الذي يمنعالنيازك و الشهب أن تهوي إلى الأرض و تصدّالأشعّة الضارّة من الوصول إلى الأرض.

وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ.

«للمسجور»: في اللغة معنيان: الأوّلالملتهب، و الثّاني المملوء. و يقول‏

1- ورد في بحار الأنوار أكثر من عشر رواياتفي هذا المجال، ج 58، ص 55 و ما بعدها.