امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 148
نمايش فراداده

و الصراخ و لا أثر لكلّ ذلك أبدا.

و هذه الآية تأكيد على «تجسّم الأعمال» وعودتها نحو الإنسان، و هي تأكيد جديد أيضاعلى عدالة اللّه .. لأنّ نار جهنّم مهماكانت شديدة و محرقة فهي ليست سوى نتيجةأعمال الناس أنفسهم، و أشكالها المتبدّلةهناك!.

تعقيب‏

1- كيف يساق المجرمون إلى جهنّم؟

لا شكّ أنّ المجرمين يساقون و يدعّون إلىجهنّم بالتحقير و المهانة و الزجر والعذاب، إلّا أنّه تشاهد آيات متعدّدة فيهذا الصدد ذات تعابير مختلفة.

إذ نقرأ في الآيتين (30) و 31) من سورة الحاقةمثلا خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّالْجَحِيمَ صَلُّوهُ.

و نقرأ في الآية (47) من سورة الدخانخُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى‏ سَواءِالْجَحِيمِ.

كما جاء التعبير بالسوق في بعض الآياتكالآية (86) من سورة مريم وَ نَسُوقُالْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَوِرْداً.

و على العكس منهم المتّقون و الصالحون إذيتلقّون بكلّ إكرام و احترام عند بابالجنّة: حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْأَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُهاسَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْفَادْخُلُوها خالِدِينَ «1».

و على هذا فليست الجنّة و النار- كلّمنهما- مركزا لرحمة اللّه أو عذابه فحسب،بل تشريفات الورود لكلّ منهما كاشفة عنهذا المعنى أيضا.

1- سورة الزمر، الآية 73.