بالرغم من أنّ كلام القرآن في الآياتالآنفة كان يدور حول المشركين في عصرالنّبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم،إلّا أنّ هذه الآيات دون شكّ عامّة، فهيتشمل جميع المكذّبين حتّى الفلاسفةالماديين الخائضين في حفنة من الخيالات والأفكار الناقصة، و يتّخذون حقائق عالمالوجود لعبا و هزوا، و لا يعتدون إلّا بمايقرّ به عقلهم القاصر، فهم ينتظرون أنيروا كلّ شيء في مختبراتهم و تحت المجهرحتّى ذات اللّه المقدّسة- تعالى عن ذلكعلوّا كبيرا- و إلّا فلا يؤمنون بوجودهأبدا.هؤلاء أيضا مصداق للذين هم فِي خَوْضٍيَلْعَبُونَ و هم غارقون في أمواج منالخيالات و التصوّرات الباطلة.إنّ عقل الإنسان مهما بلغ فهو قبال نورالوحي كالشمعة أمام نور الشمس المضيئة فيالعالم، فهذه الشمعة تساعد الإنسان أنيخرج من محيط المادّة المظلم و أن يفتحالأبواب نحو ما وراء الطبيعة، و أن يحلق فيكلّ جهة بنور الوحي ليرى العالم الواسع ويتعرّف على مجهولاته و خفاياه.