و من المسلّم أنّ الهبات الإلهية في عالمالآخرة لا نستطيع وصفها بالألفاظ، و لاحتّى تصوّرها، إلّا أنّ الآيات الكريمةتعكس لنا شبحا و ظلالا عنها من خلالألفاظها المعبّرة.و نقرأ أيضا في وصف المتع لأهل الجنّة حيثيحدّثنا القرآن عنهم بأنّهم يتكئون على«الأرائك»- التخت الذي له متّكأ- و«السرير» هو- التخت الذي ليس له متكأ- والاتّكاء هنا على فرش، و علينا عندئذ أننتصوّركم هي اللذات المتنوّعة في الجنّة،حيث تارة يتكأ على الأرائك و اخرى علىالسرر المفروشة بهذه الأفرشة الثمينة، وقد تكون امور اخرى من هذه النعم لا نستطيعإدراكها نحن سكّان هذا العالم.و أخيرا، و في خامس نعمة يشير سبحانه إلىكيفية هذه النعم العظيمة حيث يقول: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ.نعم لا توجد صعوبة في قطف ثمار الجنّةكالصعوبة التي نواجهها في عالمنا هذا.(جنى) على وزن (بقي) و تعني الفاكهة التينضج قطفها. (دان) في الأصل (داني) بمعنىقريب.و مرّة اخرى يخاطب الجميع سبحانه بقولهتعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.