بحوث
1- ما هي حقيقة الفناء؟
ما مرّ بنا في الآيات السابقة و هو أنّ«الكلّ يفنى إلّا اللّه» ليس بمعنى الفناءالمطلق، و أنّ روح الإنسان تفنى أيضا أوأنّ التراب الناشئ من بدنه بعد الموتسينعدم أيضا، إذ أنّ الآيات القرآنيةصرّحت بوجود عالم البرزخ إلى يوم القيامة«1».و من جهة اخرى فإنّ اللّه سبحانه يذكرلمرّات عدّة أنّ الموتى يخرجون من قبورهميوم القيامة «2».و يذكر سبحانه في آية اخرى أنّ رميمالعظام يلبس الحياة مرّة اخرى بأمر اللّه«3».و هذه الآيات كلّها شاهد على أنّ الفناءفي الآية و الآيات الاخرى بمعنى اضطرابنظام الجسم و الروح و قطع الارتباط بينهماو اضطراب عالم الخلقة كذلك، و حلول عالمجديد محلّ العالم السابق.2- استمرار الخلق و الإبداع
قلنا: إنّ الآية الكريمة: كُلَّ يَوْمٍهُوَ فِي شَأْنٍ تدلّ على دوام الخلقة واستمرار الخلق، و أنّها مبعث أمل من جهة، ونافية للغرور من جهة اخرى، لذا فانّالقادة الإسلاميين يعتمدون عليها كثيرالبعث الأمل في النفوس، كما نقرأ ذلك فيتبعيد الصحابي الجليل «أبى ذرّ الغفاري»إلى (الربذة) حيث يذكر التاريخ أنّ علياعليه السّلام جاء لتوديعه فواساه بكلماتمؤثّرة، ثمّ أعقبه ابنه الإمام الحسن عليهالسّلام حيث خاطب أبا ذر رضى اللّه عنهبقوله «يا عمّاه» تكريما له و أعقبه أخوهسيّد الشهداء الإمام1- المؤمنون، 100.2- سورة يس، 51.3- سورة يس، 79.