بحوث - امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
تجمعان كلّ السماوات الرائعة:
الأولى: أنّ المكان هو (مستقرّ صدق) و ليسفيه باطل، بل كلّه حقّ يجد فيه المتّقونكلّ ما وعدوا به كاملا غير منقوص.
الثانية: أنّهم في جوار و قرب اللّهسبحانه، و هذا هو المستفاد من كلمة (عند) والذي يشير إلى غاية القرب المعنوي. و هذاالقرب هو من اللّه المالك القادر .. ماأروعه عن قرب من الربّ الكريم الوهّاب والذي يمنح العطايا و الهبات لضيوفهالمتّقين بجميل لطفه و عظيم إحسانه و واسعكرمه، حيث جميع ما في الوجود تحت قبضته وإمرته و مالكيته، و هو المنّان الذي لاينقصه شيء في السماوات و الأرض، و الذي وعد المتّقين بالخير العظيم و أعدّ لهمعظيم العطايا و الإحسان.
و النقطة الجديرة بالذكر في هاتينالآيتين و التي تتحدّث فيها عن الهبات وجزاء أصحاب اليمين، حيث في البداية تتحدّثعن العطايا الماديّة التي تشمل البساتينالوارفة و الحدائق الغنّاء و الأنهارالجارية، ثمّ تتحدّث بعد ذلك عن الجزاءالمعنوي العظيم، و الذي يتجسّد بحضورهم منالمليك المقتدر. و ذلك تهيئة للإنسان منمرحلة إلى اخرى، يغمرها الشوق و الحبور، والرغبة في العمل الصالح، خصوصا أنّ تعابير(المليك) و (المقتدر) و (مقعد صدق) تدلّجميعها على دوام و بقاء هذا الحضور و القربالمعنوي من الذات الإلهيّة.
بحوث
1- التّقدير و الحساب في كلّ شيء
تشير الآية الكريمة إِنَّا كُلَّشَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ رغمإيجازها إلى حقيقة مهمّة كامنة في جميعالكون و حاكمة عليه، و هي دقّة الخلق والتقدير في جميع الوجودات.