التّفسير
كلّ يتحمّل مسئولية أعماله
كان الكلام في الآيات السابقة في أن يجزياللّه تعالى من أساء بإساءته و يثيبالمحسنين بإحسانهم .. و بما أنّه من الممكنأن يتصوّر أن يعذّب أحد بذنب غيره أو أنيتحمّل أحد وزر غيره، فقد جاءت هذه الآياتلتنفي هذا التوهّم في المقام، و بيّنت هذاالأصل الإسلامي المهمّ أنّ كلّا يرى نتيجةعمله، فقالت أوّلا:أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى أي تولّىمن الإسلام أو الإنفاق!؟ وَ أَعْطىقَلِيلًا وَ أَكْدى «3» بمعنى أنّه أنفقالقليل ثمّ امتنع و أمسك و هو يظنّ أنّغيره سيحمل وزره يوم القيامة.فأيّ رجل جاءهم من الغيب و «القيامة»فأخبرهم بأنّه يمكن أخذ الرشوة و تحمّلآثام الآخرين؟ أو من جاءهم من قبل اللّهفأخبرهم بأنّ اللّه راض عن هذا1- ذكره الطبرسي في مجمع البيان و مفسّرونآخرون أمثال الزمخشري في الكشّاف و الفخرالرازي في التّفسير الكبير ..و يضيف الطبرسي أنّه ذكره ابن عبّاس والسدي و الكلبي و جماعة من المفسّرين! ..2- ذكر هذا الشأن صاحب مجمع البيان والقرطبي و روح البيان .. و روح المعاني وبعض التفاسير الاخر.3- أكدى مأخوذ من الكدية و معناه الصلابة،ثمّ أطلق على من يمسك و البخيل.