ملاحظات - امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و استعملت هذه المفردة هنا لأنّ جميعالنعم الإلهيّة- سواء كانت في الأرض والسماء في الدنيا و الآخرة و الكون والخلق- فهي من فيض الوجود الإلهي المبارك،لذا فإنّ هذا التعبير من أنسب التعابيرالمذكورة في الآية لهذا المعنى.
و المقصود من (اسم) هنا هو صفات اللّهتعالى خصوصا الرحمانية التي هي منشأالبركات، و بتعبير آخر فإنّ أفعال اللّهتعالى مصدرها من صافته، و إذا خلق عالمالوجود فذلك من إبداعه و نظام خلقه، و إذاوضع كلّ شيء في ميزان فذلك ما أوجبتهحكمته، و إذا وضع قانون العدالة حاكما علىكلّ شيء فإنّ (علمه و عدالته) توجبان ذلك.و إذا عاقب المجرمين بأنواع العذاب الذيمرّ بنا في هذه السورة فإنّ (انتقامه يقضيذلك، و إذا شمل المؤمنين الصالحين بأنواعالهبات و النعم العظيمة الماديّة والمعنوية- في هذا العالم و في الآخرة- فإنّرحمته الواسعة أوجبت ذلك، و بناء على هذافإنّ اسمه يشير إلى صفاته و صفاته هي نفسذاته المقدّسة.
و التعبير بـ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ إشارة إلى كلّ صفات جماله وجلاله: ذِي الْجَلالِ إشارة إلى الصفاتالسلبية، و (ذي الإكرام) إشارة إلى الصفاتالثبوتية.
و الملفت للنظر هنا أنّ هذه السورة بدأتباسم اللّه (الرحمن) و انتهت باسم اللّه ذيالجلال و الإكرام) و كلاهما ينسجمان معمجموعة مواضيع السورة.
ملاحظات
1- في الآية رقم (37) من هذه السورة بعد ذكرالنعم الإلهيّة المختلفة المعنوية والماديّة في الدنيا يقول سبحانه: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
و في نهاية السورة و بعد ذكر أنواع النعمالاخروية يقول سبحانه: تَبارَكَ اسْمُرَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ.