مسألة
لماذا كان يوم القيامة يوما عسيرا؟:
و لماذا لا يكون عسيرا؟ في الوقت الذييحاط فيه المجرمون بكلّ أجواء الرهبة والوحشة، و خاصّة عند ما يستلمون صحائفأعمالهم حيث يصطرخون:
يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لايُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةًإِلَّا أَحْصاها، «1» هذا من جهة.
و من جهة اخرى فإنّهم يواجهون بما ليس فيالحسبان، حيث يحاسبون بدقّة حتّى على أصغرالأعمال التي أدّوها، سواء كانت صالحة أمطالحة: إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْخَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِيالسَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِبِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌخَبِيرٌ. «2»
و من جهة ثالثة، لا سبيل يومئذ للتكفير عنالذنوب و التعويض بالطاعة، و الاعتذار عنالتقصير، حيث لا عذر يقبل و لا مجال للعودةمرّة اخرى إلى الحياة يقول تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْنَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْهاشَفاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ. «3»
و نقرأ كذلك في قوله تعالى: وَ لَوْ تَرىإِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوايا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَبِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَالْمُؤْمِنِينَ.»
. و لكن هيهات.
و من جهة رابعة فإنّ العذاب الإلهي شديد ومرعب إلى درجة تنسي الامّهات أولادها، وتسقط الحوامل أجنّتهن، و يكون الجميعيومئذ في حيرة و ذهول و فقدان للوعيكالسكارى و ما هم بسكارى و لكنّ عذاب اللّهشديد، قال تعالى:
1- الكهف، 49.
2- لقمان، 16.
3- البقرة، 48.
4- الأنعام، 27.