ذكرنا آنفا مسألة الهدف من خلق الإنسان، وعالجنا هذه المسألة عن طريقين: أحدهما عنطريق تفسير آيات القرآن، و الآخر عن طريقالفلسفة، و قد أوصلنا كلّ منهما إلى نقطةواحدة.و الآن علينا أن نتابع هذه المسألة فيالمسير الثالث، أي عن طريق الرّواياتالإسلامية لنعرف نتيجتها من هذهالرّوايات.و التدقيق أو التأمّل في الرّواياتالتالية التي هي بعض ما ورد في هذا البابيمنحنا العمق في النظر!ففي حديث عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسّلام أنّه لمّا سئل ما معنى قول النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم: «اعملوا فكلّميسّر لما خلق له. قال عليه السّلام: إنّاللّه عزّ و جلّ خلق الجنّ و الإنس ليعبدوهو لم يخلقهم ليعصوه و ذلك قوله عزّ و جلّ:وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَإِلَّا