عرفنا الأصل التاريخي لعبادة الأصنامإلّا أنّ لها دوافع و مبادئ نفسيّة و فكريةأيضا، و قد أشير إليها في الآياتالمتقدّمة، و ذلك هو اتّباع الظنّ و ماتهوى الأنفس!! و الخيالات و الأوهامالحاصلة للجهلاء، و من ثمّ تنتقل إلىمقلّديهم من المتحجّرين، و ينتقل هذاالتقليد من نسل إلى نسل.و بالطبع فإنّ معبودا كالصنم يتلاءمجيّدا مع أهوائهم، لأنّه ليس له سلطة علىالعباد، و لا معاد، و لا جنّة، و لا نار، ولا كتاب، و يعطيهم الحرية الكاملة، وإنّما يأتونه في المشاكل فحسب، و يتصوّرونأنّه سينفعهم و أنّهم إنّما يستمدّون منهالعون.و أساسا فانّ «هوى النفس» ذاته يعدّ أكبرالأصنام و أخطرها، و هو الأصل لظهورالأصنام الاخرى.
4- اسطورة الغرانيق مرّة اخرى
من خلال بحثنا حول الأصنام الثلاثة التيكان العرب يهتّمون بها «أي اللات و العزّىو مناة» و يعبدونها- من خلال هذا البحثالتاريخي وردت الإشارة إلى أنّ هذهالأصنام كانت تدعى بالغرانيق العلى و انّشفاعتهنّ لترتجى.و «الغرانيق» جمع غرنوق على زنة عصفور وبهلول ... و الغرنوق نوع من