إنّ الهدف من هذه الآيات- في الحقيقة- هوبيان قدرة اللّه عزّ و جلّ على مسألة الموتو الحياة، كي ينتقل منها إلى مسألة المعادو إختيار لحظات الاحتضار و الموت هنالظهور غاية الضعف الإنساني بالرغم من كلّالقوّة التي يتصوّرها لنفسه.و من المفيد أن نستعرض بعض حالاتالجبّارين لحظة احتضارهم بالرغم من أنّهمكانوا في أوج القدرة حتّى يتّضح المعنىالعميق لهذه الآية بصورة أفضل.حكى المسعودي في مروج الذهب في أخبارالمأمون و غزاته أرض الروم ما هذا ملخّصه:و انصرف من غزاته إلى منزل على (عينالبديدون) المعروفة بالقشيرة فأقامهنالك، فوقف على العين فأعجبه برد مائها وصفاؤه و بياضه و طيب حسن الموضع، و كثرةالخضرة فأمر بقطع خشب طويل منبسط علىالعين كالجسر، و جعل فوقه كالأزج من الخشبو ورق الشجر، و جلس تحت الكنسية التي عقدتله، و الماء تحته، و طرح في الماء درهمصحيح، فقرأ كتابته و هو في قرار الماءلصفاء الماء، و لم يقدر أحد أن يدخل يده منشدّة برده.