2- كلام في شأن الشفاعة
إنّ الآية الأخيرة- من الآيات محلّ البحث-تخبر بجلاء عن إمكان أن يشفع الملائكة،فحيث أنّه للملائكة الحقّ أن يشفعوا بإذناللّه و رضاه، فمن باب الأولى أن يكونللأنبياء و المعصومين حقّ الشفاعة عنداللّه.إلّا أنّه لا ينبغي أن ننسى أنّ الآيةآنفة الذكر تقول بصراحة إنّ هذه الشفاعةليست من دون قيد و شرط. بل هي مشروطة بإذناللّه و رضاه، و حيث أنّ إذن اللّه و رضاهلم يكونا عبثا أو اعتباطا، فينبغي أن تكونبين الإنسان و ربّه علاقة حتّى يأذنبالشفاعة للمقرّبين في شأنه، و من هنافإنّ رجاء الشفاعة يكون مذهبا تربويّاللإنسان و مانعا من اليأس و قطع جميعالروابط باللّه تعالى «3».1- بحار الأنوار، ج 71، ص 261 (باب تمنّيالخيرات).2- المصدر السابق.3- التعبير بـ «من يشاء» الوارد في الآيةالمتقدّمة يمكن أن يكون إشارة إلى الناسالذين يأذن اللّه لهم بالشفاعة، أو إشارةإلى الملائكة الذين يأذن اللّه لهمبالشفاعة، إلّا أنّ الاحتمال الأوّل أنسب.