فضيلة تلاوة سورة الرحمن
إنّ اتّصاف هذه السورة بما يثير الإحساسبالشكر على أفضل صورة، و كذلك توضيح و بيانالنعم الإلهية (المادية و المعنوية) فيها والتي تزيد من شوق الطاعة و العبادة في قلوبالمؤمنين كلّ ذلك أدّى إلى ورود رواياتكثيرة في فضل تلاوة هذه السورة تلكالتلاوة التي ينبغي أن تنفذ إلى أعماقالنفس الإنسانية و تحركها باتّجاهالطاعات و بعيدا عن لقلقة اللسان.و من جملة ما نقرأحديث الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّمحيث يقول: «من قرأ سورة الرحمن رحم اللّهضعفه، و أدّى شكره، و أنعم اللّه عليه» «1».و عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلامأنّه قال: «لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها، فإنّها لا تقرّ في قلوبالمنافقين، و يأتي بها ربّها يوم القيامةفي صورة آدمي في أحسن صورة، و أطيب ريححتّى يقف من اللّه موقفا لا يكون أحد أقربإلى اللّه منها فيقول لها: من الذي كانيقوم بك في الحياة الدنيا و يدمن قراءتك؟فيقول:يا ربّ فلان و فلان، فتبيض وجوهم. فيقوللهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتّى لايبقى لهم غاية و لا أحد يشفعون له، فيقوللهم: ادخلوا الجنّة و اسكنوا فيها حيثشئتم» «2».و في حديث آخر عن أبي عبد اللّه الصادق عليهالسّلام أنّه قال: «من قرأ سورة الرحمنفقال عند كلّ: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ: لا شيء من آلائك ربّيأكذّب، فإنّ قرأها ليلا ثمّ مات ماتشهيدا، و إن قرأها نهارا فمات مات شهيدا»«3».
1- نور الثقلين، ج 5، ص 187.2- بحار الأنوار، ج 92، ص 306.3- المصدر السابق.