بحوث - امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و رؤية قلب النّبي في هذا الشهود لم تكنبغير الحقّ أبدا، و لم ير سواه، و لقد رأىمن دلائل عظمة اللّه في الآفاق و الأنفسأيضا و شاهدها بعينيه.
و مسألة الشهود الباطني كما أشرنا إليهامن قبل هي نوع من الإدراك أو الرؤية التيلا تشبه الإدراكات العقلية و لا الإدراكاتالحسيّة التي يدركها الإنسان بواسطةالحواس الظاهرة، و لعلّه يشبه من بعضالجهات بعلم الإنسان بوجود نفسه و أفكارهو تصوّراته.
توضيح ذلك .. انّنا نوقن بوجود أنفسنا وندرك أفكارنا و نعرف إرادتنا و ميولناالنفسيّة، إلّا أنّ مثل هذه المعرفة لمتحصل لا عن طريق الاستدلال و لا عن طريقالمشاهدة الظاهرية بل هي نوع من الشهودالباطني لنا، و عن هذا الطريق وقفنا علىوجودنا و روحياتنا.
و لذلك فإنّ العلم الحاصل عن الشهودالباطني لا يقع فيه الخطأ، لأنّه لم يحصلعن طريق الاستدلال الذي قد يقع الخطأ فيمقدّماته، و لا عن طريق الحسّ الذي قد يقعالخطأ فيه بواسطة الحواس.
صحيح أنّنا لا نستطيع أن نكشف حقيقةالشهود الذي حصل للنبي ليلة المعراج فيرؤيته اللّه عزّ و جلّ إلّا أنّ المثالالذي ذكرناه مناسب للتقريب ..
و الرّوايات الإسلامية بدورها خير معينلنا في هذا الموضوع.
بحوث
1- المعراج حقيقة مقطوع بها
لا خلاف بين علماء الإسلام في أصل معراجالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فالآياتتشهد على ذلك سواء في هذه السورة محل البحثأو في بداية سورة الإسراء، و كذلكالرّوايات المتواترة.