توضّح هذه السورة بصورة عامّة النعمالإلهية المختلفة، سواء كانت ماديّة أومعنوية، و التي تفضّل بها البارئ عزّ و جلّعلى عباده و غمرهم بها، و يمكن تسميتهالهذا السبب بـ (سورة الرحمة) أو (سورةالنعمة) و لهذا فإنّها بدأت بالاسمالمبارك (الرحمن) الذي يشير إلى صنوفالرحمة الإلهية الواسعة، و تنهي هذهالسورة آياتها بإجلال و إكرام البارئسبحانه، و بإقرار عباده بالنعم التي تفضّلبها عليهم (إحدى و ثلاثين مرّة) و ذلك منخلال تكرار آية: فَبِأَيِّ آلاءِرَبِّكُما تُكَذِّبانِ.و بناء على هذا فإنّ السياق العام للسورةيتعلّق بالحديث عن المنن و النعم الإلهيّةالمختلفة و العظيمة. و من جهة اخرى فإنّنانستطيع أن نقسّم محتويات السورة إلى عدّةأقسام:القسم الأوّل: الذي يشمل أوّل آيات السورةحيث الحديث عن النعم الإلهية الكبيرة،سواء تلك التي تتعلّق بخلق الإنسان أوتربيته و تعليمه، أو الحساب و الميزان، وكذلك سائر الأمور الاخرى التي يتجسّد فيهاالخير للإنسان، إضافة إلى الغذاء الروحي والجسمي له.القسم الثّاني: يتناول توضيح مسألة خلقالإنس و الجنّ.القسم الثّالث: يتضمّن توضيح الآيات والدلائل الإلهيّة في الأرض و السماء.