في حديث للإمام الباقر عليه السّلام:«نزلت هذه الآية في القدرية: ذُوقُوامَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍخَلَقْناهُ بِقَدَرٍ «2».إشارة إلى أنّ المقصود من التقدير والحساب هنا أنّ اللّه سبحانه قد جعل لكلّذنب ما يناسبه من الحساب و الجزاء الدقيق.و هذا تفسير آخر ممّا فسّرت به الآية.أو أنّ المقصود بها إلفات نظر الذينأنكروا التقدير الإلهي و ظنّوا أنّ اللّهتعالى ليست له تدخّل في أعمالهم و أنّهمقادرون على كلّ شيء، و يأتي إليهمالتنبيه الإلهي في ضرورة ملاحظة القدرةالإلهية العظيمة، و إلّا فعليكم أن تذوقواجزاء انحرافكم و هو مسّ سقر).
3- الأمر الإلهي كلمة واحدة
من الواضح أن لا فاصلة زمانية بين العلّةالتامّة و المعلول، لذلك ورد في اصطلاحالفلاسفة أن تقدّم العلّة على المعلول أمررتبي، و بالنسبة إلى الإرادة الإلهية فيأمر الإيجاد و الخلق و الذي هو أوضح مصداقللعلّة التامّة، أو أنّه مصداق وحيدللعلّة التامّة يتّضح هذا المعنى أكثر.و لذلك فإذا فسّروا الآية: وَ ما أَمْرُناإِلَّا واحِدَةٌ بكلمة (كن) فإنّها من ضيقالبيان. و إلّا فإنّ كلمة (كن) مركّبة منالكاف و النون، و هي أيضا تحتاج إلى زمان،حتّى (الفاء) في (فيكون) و التي توضّح نوعامن الزمان فإنّها من ضيق البيان كذلك،1- مجمع البحرين مادّة (رجا).2- نور الثقلين، ج 5، ص 186.