وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِالْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّىالْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17) ما يَلْفِظُمِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌعَتِيدٌ (18)
يثار في هذه الآيات قسم آخر من المسائلالمتعلّقة بالمعاد، و هو ضبط أعمالالإنسان و إحصاؤها لتعرض على صاحبها عنديوم الحساب.
تبدأ الآيات فتتحدّث عن علم اللّه المطلقو إحاطته بكلّ شيء فتقول: وَ لَقَدْخَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ماتُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ.
كلمة «توسوس» مشتقّة من الوسوسة و هي- كمايراه الراغب في مفرداته- الأفكار غيرالمطلوبة التي تخطر بقلب الإنسان، و أصلالكلمة «الوسواس» و معناه الصوت الخفي وكذلك صوت أدوات الزينة و غيرها.
و المراد من الوسوسة في الآية هنا هي أنّاللّه لمّا كان يعلم بما يخطر في قلبالإنسان و الوساوس السابحة في أفكاره، فمنالبديهي أنّه عالم بجميع عقائده