امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 190
نمايش فراداده

صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد سمّي نجماو المراد من «إذا هوى» نزوله على قلبالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.

و فسّره آخرون ببعض الكواكب في السماءكالثريا «1» أو الشعرى «2» لأنّ لكلّ منهماأهميّته الخاصّة!.

و قال بعضهم بأنّه الشهاب الثاقب» الذيترمى به الشياطين لئلّا تصعد في السماء والعرب يسمّون الشهاب نجما.

إلّا أنّه لا دليل مقبول على أيّ من هذهالتفاسير الأربعة بل الظاهر من الآية مايقتضيه إطلاق كلمة «و النجم» القسم بنجومالسماء كافّة التي هي من أدلّة عظمة اللّهو من أسرار عالم الوجود الكبرى و منالمخلوقات العظيمة للّه تعالى.

و ليست هذه هي المرّة الاولى التي يقسمالقرآن فيها بموجودات عظيمة من عالم الخلقو الإيجاد، ففي آيات أخر أيضا أقسم القرآنبالشمس و القمر و أمثالها! و التعويل علىغروبها و أفولها مع أنّ طلوعها و إشراقهايسترعي النظر أكثر، هو لأنّ غروب النجمدليل على حدوثه كما أنّه دليل على نفيعقيدة عبادة الكواكب كما ورد في قصّةإبراهيم الخليل عليه السّلام فَلَمَّاجَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‏كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّاأَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ «3».

و ينبغي الالتفات إلى هذا المعنى، و هوأنّ «الطلوع» في اللغة يعبّر عنه بـ«النجم» لأنّه كما يقول الراغب فيمفرداته: أصل النجم هو الكوكب الطالع، ولذلك فإنّهم يعبّرون عن ظهور النبات علىالأرض و السنّ في اللثّة و وضوح النظرية فيالذهن بـ نجم!

1- الثريا مجموعة النجوم السبعة التي ستّةمنها واضحة و واحد منها خافت النور و عادةيختبر بها قوّة البصر فيمتحن الناس بالنظرإليها، و القسم بهذه المجموعة من النجوملعلّه لمسافتها البعيدة عنّا ..

2- «الشعري»: واحد من نجوم السماء واللامعة و سيأتي البحث عن هذا النجم ذي ذيلالآية (49) من هذه السورة ذاتها بإذن اللّه،و القسم بهذا النجم لعلّه لإشراقه الشديدو لخصائصه المتميّز بها.

3- الأنعام، الآية 76.