امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 219
نمايش فراداده

الملائكة فيهم ذكر و أنثى، و لا هم بناتاللّه، و ليس عند اللّه من ولد أساس، فهذهافتراضات لا أساس لها .. إلّا أنّ هذا الردّخير جواب لمن يعتقد بهذه الخرافات.

و في آخر آية من الآيات محلّ البحث يقولالقرآن بضرس قاطع: إِنْ هِيَ إِلَّاأَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْسُلْطانٍ «1».

فلا دليل لديكم من العقل، و لا دليل عنطريق الوحي على مدّعاكم، و ليس لديكم إلّاحفنة من الأوهام و الخيالات الباطلة.

ثمّ يختتم القرآن الآية بالقول: إِنْيَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ ماتَهْوَى الْأَنْفُسُ «2»

فهذه الخيالات و الموهومات وليدة هوىالنفس وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُالْهُدى‏ ..

إلّا أنّهم أغمضوا أعينهم عنه و خلّفوهوراء ظهورهم و تاهوا في هذه الأوهام والضلالات!

بحوث‏

1- أصنام العرب الثلاثة المشهورة

كان لمشركي العرب أصنام كثيرة، إلّا أنّثلاثة منها كانت ذات أهميّة خاصّة عندهم،و هي «اللات» و «العزّى» و «مناة».

و هناك كلام بل أقوال في تسمية هذهالأصنام و من صنعها و مكانها و الجماعةالتي تعبدها، و نكتفي بما ورد في كتاب«بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب» هنافحسب.

فأوّل صنم معروف اختاره العرب كان (مناة)،حيث أنّه بعد أن نقل «عمرو بن لحي» عبادةالأصنام من الشام إلى الحجاز، صنع هذاالصنم في منطقة قريبة من‏

1- السلطان: معناه السلطة و الغلبة، و يطلقعلى الدليل القاطع أنّه سلطان أيضا، لأنّهأساس الغلبة على الخصم.

2- «ما» في «ما تهوى الأنفس» موصولة، ويحتمل أن تكون مصدرية، و لا فرق كبيربينهما.