امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 274
نمايش فراداده

و هذه التفاسير لا تتنافى فيما بينها، حيثيمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة.

بحوث‏

[1- شقّ القمر معجزة كبيرة]

شقّ القمر معجزة كبيرة للرسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم و مع ذلك فإنّ بعض الأشخاصالسطحيين يصرّون على إخراج هذا الحادث منحالة الإعجاز، حيث قالوا: إنّ الآيةالكريمة تحدّثنا فقط عن المستقبل و عنأشراط الساعة، و هي الحوادث التي تسبقوقوع يوم القيامة ...

لقد غاب عن هؤلاء أنّ الأدلّة العديدةالموجودة في الآية تؤكّد على حدوث هذهالمعجزة، و من ضمنها ذكر الفعل (انشقّ)بصيغة الماضي، و هذا يعني أنّ (أشقّ القمر)شي‏ء قد حدث كما أنّ قرب وقوع يوم القيامةقد تحقّق، و ذلك بظهور آخر الأنبياء محمّدصلّى الله عليه وآله وسلّم.

بالإضافة إلى ذلك، إن لم تكن الآية قدتحدّثت عن وقوع معجزة، فلا يوجد أي تناسبأو انسجام بينها و بين ما ورد في الآيةاللاحقة حول افترائهم على الرّسول بأنّه(ساحر) و كذلك قوله: وَ كَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ و التي تخبرالآية هنا عن تكذيبهم للرسالة و الرّسول ومعاجزه.

إضافة إلى ذلك فإنّ الرّوايات العديدةالمذكورة في الكتب الإسلامية، و التي بلغتحدّ التواتر نقلت وقوع هذه المعجزة، وبذلك أصبحت غير قابلة للإنكار.

و نشير هنا إلى روايتين منها:

الاولى: أوردها الفخر الرازي أحدالمفسّرين السنّة، و الاخرى للعلّامةالطبرسي أحد المفسّرين الشيعة.

يقول الفخر الرازي: «و المفسّرون بأسرهمعلى أنّ المراد أنّ القمر انشقّ‏