امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 279
نمايش فراداده

الاخرى- فأيّ جسم لا يستطيع أن يخترقهاصعودا أو نزولا، و لذلك فانّ أتباع هذهالنظرية ينكرون المعراج الجسماني واختراقه للأفلاك التسعد، كما أنّه لا يمكنوفقا لهذه النظريات انشقاق القمر، و منثمّ التئامه، و لذلك أنكروا مسألة شقّالقمر، و لكن اليوم أصبحت فرضية (بطليموس)أقرب للخيال و الأساطير منها للواقع، و لميبق أثر للأفلاك التسعة، و أصبحت الأجواءلا تساعد لتقبّل مثل هذه الآراء.

و غني عن القول أنّ ظاهرة شقّ القمر كانتمعجزة، و لذا فإنّها لم تتأثّر بعاملطبيعي اعتيادي، و الشي‏ء الذي يرادتوضيحه هنا هو بيان إمكانية هذه الحادثة،لأنّ المعجزة لا تتعلّق بالأمر المحال.

3- شقّ القمر تاريخيّا

لقد طرح البعض من غير المطّلعين إشكالاآخر على مسألة شقّ القمر، حيث ذكروا أنّمسألة شقّ القمر لها أهميّة بالغة، فإذاكانت حقيقيّة فلما ذا لم تذكر في كتبالتأريخ؟

و من أجل أن تتوضّح أهميّة هذا الإشكال لابدّ من الإلمام و الدراسة الدقيقة لمختلفجوانب هذا الموضوع، و هو كما يلي:

أ- يجب الالتفات إلى أنّ القمر يرى في نصفالكرة الأرضية فقط، و ليس في جميعها، و لذافلا بدّ من إسقاط نصف مجموع سكّان الكرةالأرضية من إمكانية رؤية حادثة شقّ القمروقت حصولها.

ب- و في نصف الكرة الأرضية التي يرى فيهاالقمر فإنّ أكثر الناس في حالة سبات و ذلكلحدوث هذه الظاهرة بعد منتصف الليل.

ج- ليس هنالك ما يمنع من أن تكون الغيوم قدحجبت قسما كبيرا من السماء، و بذلك يتعذّررؤية القمر لسكّان تلك المناطق.