امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 285
نمايش فراداده

تعالى: وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى‏ وَ ماهُمْ بِسُكارى‏. «1»

و الحقيقة أنّ هذا التشبيه هو ما ورد أيضافي الآية (4) من سورة القارعة حيث يقولسبحانه: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُكَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ.

و أمّا قوله تعالى: مُهْطِعِينَ إِلَىالدَّاعِ فإنّ كلمة «مهطعين» تأتي منمادّة (إهطاع) أي مدّ الرقبة، و البعضيرجعها إلى النظر بانتباه أو الركض بسرعةنحو الشي‏ء، و يحتمل أن تكون كلّ واحدة منهذه المعاني هي المقصودة، و لكن المعنىالأوّل هو الأنسب، لأنّ الإنسان عند سماعهلصوت موحش يمدّ رقبته على الفور و ينتبهإلى مصدر الصوت، و يمكن أن تكون هذهالمفاهيم مجتمعة في الآية الكريمة حيث أنّبمجرّد سماع صوت الداعي الإلهي تمدّالرقاب إليه ثمّ يتبعه التوجّه بالنظرنحوه، ثمّ الإسراع إليه و الحضور فيالمحكمة الإلهيّة العادلة عند دعوتهمإليها.

و هنا يستولي الخوف من الأهوال العظيمةلذلك اليوم على وجود الكفّار و الظالمين،لذا يضيف سبحانه معبّرا عن حالة البؤسالتي تعتري الكافرين بقوله:

يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ.

و الحقّ أنّه يوم صعب و عسير. و هذا مايؤكّده البارئ عزّ و جلّ بقوله: وَ كانَيَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً. «2»

و يستفاد من هذا التعبير أنّ يوم القيامةيوم غير عسير بالنسبة للمؤمنين.

1- الحجّ، 2.

2- الفرقان، 26.