الكيفية أيضا تتمتّع بنفس الخصوصياتالحسابية، فالنظام المتحكّم على روحالإنسان و ميوله و غرائزه، و كذلكالمقاييس الدقيقة في مسير المتطلّباتالفردية و الاجتماعية للإنسان إذا طرأعليها أي تغيير فإنّ النظام الحياتيالفردي و الاجتماعي سيتعرّض للتغيّر والانهيار.
و في عالم الطبيعة هنالك موجودات يتغذّىبعضها على البعض الآخر، و كلّ منها يوقفحالة النمو و التكاثر لكلّ منها، فالطيورالجارحة تتغذّى على لحوم الطيور الصغيرة،و تمنع تزايدها بصورة أكثر من اللازم حتّىلا تضرّ المحاصيل الزراعية، و لذا فإنّالطيور الجارحة معمّرة، و هذه الطيورالمعمّرة قليلة البيض و الفراخ، و عددمحدود من هذه الأفراخ يستطيع العيش، حيثيستدعي نموّها و بقاؤها ظروفا خاصّة، و لوقدّر لهذه الطيور أن يكون لها فراخا كثيرةو بهذا العمر الطويل لأدّى ذلك إلى انقراضالطيور الصغيرة.
إنّ لهذه الحالة أمثلة عديدة و واسعة فيعالم الحيوان و النبات، و المطالعاتالمختلفة في هذا المجال تزيدنا وعيا فيفهم الآية الكريمة: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍخَلَقْناهُ بِقَدَرٍ.
قد يتوهّم البعض من خلال ما طرحته الآيةالكريمة من الإعتقاد بالتقدير و الحسابالإلهي أنّ أعمالنا و ممارساتنا التي قومبها لا بدّ أن تكون واقعة ضمن هذا القانونفهي مخلوقة للّه تعالى أيضا و بالتاليفلسنا مسئولين عنها و لا اختبار لنا فيها.
و لكن كما قلنا سابقا فإنّ أعمالنا هيبتقدير و مشيئة البارئ عزّ و جلّ، و لنتخرج عن دائرة قدرته و إرادته أبدا، و قدجعلنا اللّه سبحانه مختارين فيها ضمن ماقدّر لنا، و لذلك عيّن لنا مسئوليات وتكاليف فلو لم نكن مختارين فإنّ هذه