امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و مهما تطوّر العلم فانّ الإنسان يطّلععلى مزيد من هذه الحسابات و التقديراتالإلهيّة الدقيقة في عالم الوجود، و التيتشمل الكائنات المجهرية و الأجرامالسماوية العظيمة.فمثلا: نسمع عن روّاد الفضاء أنّهم طبقاللحسابات العلمية الدقيقة التي أنجزتبواسطة مئات الأفراد المتخصّصينالمستخدمين العقول الإلكترونية، أنّهمسيهبطون بسفنهم الفضائية بنفس النقطةالمحدّدة لهم على سطح القمر، مع العلم أنّكلّ شيء سيتغيّر في الفترة الزمنية التيتسير فيها السفينة الفضائية بين الأرض والقمر، حيث يدور القمر حول نفسه و كذلك حولالأرض و يتغيّر مكانه بصورة كليّة، و تدورالأرض حول نفسها، و كذلك حول الشمس و بسرعةفائقة. و لأنّ جميع هذه التغييرات والحركات محسوبة، و مقدّرة بصورة مضبوطة ودقيقة بحيث لا تتخلّف عن هذه الأنظمة،يستطيع الفضائيون الهبوط في النقطةالمحدّدة لهم على سطح القمر نتيجة تلكالحسابات و التقديرات الدقيقة.و يستطيع المنجّمون كذلك من التنبّؤبالخسوف و الكسوف الجزئي و الكلّي، و قبلعشرات السنين، و في مختلف نقاط العالم، وتلك قرائن و دلائل على دقّة المقاييس فيهذا الوجود العظيم.و في الكائنات الصغيرة و الديدان الدقيقةنلاحظ دقّة المقاييس و الحساب بصورة تدعوللظرافة و الإعجاب و الانبهار عند مانشاهد طبيعة العروق و الأعصاب و الأجهزةالمختلفة لهذه الكائنات.و عند ما ندقّق في الكائنات المجهريةكالمكروبات و الفيروسات و الأميبيات يبلغإعجابنا أوجه لما نلاحظه من الدقّة فيها،حيث إنّ الواحد على الألف من المليم و أصغرمن ذلك يدخل في عالم الحساب، و الأعجب منذلك حينما ندخل عالم الذرّة حيث تصل الدقةفيها إلى حدّ لا يصدّق و خارج عن الحدودالمألوفة.إنّ هذه المقاييس ليست مختّصة بالمسائلالكميّة فقط، بل إنّ التركيبات