امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 352
نمايش فراداده

المتصاعدة من مياه البحار لتتكوّن الغيومو تنزل الأمطار) ... إنّ كلّ واحدة من هذهالمعاني هبة عظيمة و نعمة لا مثيل لها، وبدونها تستحيل الحياة أو تصبح ناقصة.

نعم إنّ النور الذي يمنحنا الدف‏ء والحرارة و الهداية و الحياة و الحركةيأتينا من السماء و كذلك الأمطار، و الوحيأيضا، و بذلك فإنّ للسماء مفهوما عامّا،مادّيا و معنويا).

و إذا تجاوزنا كلّ هذه الأمور، فإنّ هذهالسماء الواسعة مع كلّ عوالمها هي آيةعظيمة من آيات اللّه، و هي أفضل وسيلةلمعرفة اللّه سبحانه، و عند ما يتفكّرأولو الألباب في عظمتها فسوف يقولون دونإختيار رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا.«1»

ثمّ يستعرض سبحانه النعمة السابعة حيثيقول تعالى: وَ وَضَعَ الْمِيزانَ.

«الميزان» كلّ وسيلة تستعمل للقياس، سواءكان قياس الحقّ من الباطل، أو العدل منالظلم و الجور، أو قياس القيم و قياس حقوقالإنسان في المراحل الاجتماعية المختلفة.

و (الميزان) يشمل كذلك كلّ نظام تكويني ودستور اجتماعي، لأنّه وسيلة لقياس جميعالأشياء.

و «الميزان» لغة: (المقياس) و هو وسيلةلوزن الأجسام الماديّة المختلفة، إلّاأنّ المقصود في هذه الآية،- و الذي ذكر بعدخلق السماء- أنّ لها مفهوما واسعا يشمل كلّوسيلة للقياس بما في ذلك القوانينالتشريعيّة و التكوينية، و ليس وسيلةمنحصرة بقياس الأوزان الماديّة فقط.

و من هنا فلا يمكن أن تكون الأنظمةالدقيقة لهذا العالم، و التي تحكم ملايينالأجرام السماوية بدون ميزان و قوانينمحسوبة.

و عند ما نرى في بعض العبارات أنّ المقصودبالميزان هو «القرآن الكريم»، أو

1- آل عمران، 191.