امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 371
نمايش فراداده

عنه القرآن الكريم بالتسخير أيضا، حيثيقول سبحانه: وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَلِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ. «1»

و فسّر البعض «منشأ» من مادّة (إنشاء)بمعنى ارتفاع الشي‏ء، و اعتبروها إشارةإلى أشرعة السفن التي تستخدم كقوّة فيحركة السفينة، و ذلك بسبب دفع الرياح لها.

«أعلام»: جمع (علم) على وزن (قلم)، بمعنى(جبل) بالرغم من أنّها في الأصل بمعنى(علامة و أثر) و الذي يخبر عن شي‏ء معيّن، ولأنّ الجبال تكون واضحة من بعد فإنّهيعبّر عنها بـ (العلم) كما أنّ لفظة (علم)تطلق أيضا على «الراية».

و بهذا فإنّ القرآن الكريم نوّه هنابالسفن الكبيرة التي تتحرّك على سطحالمحيطات و البحار، و على خلاف ما يتصوّرهالبعض فانّ السفن الكبيرة لا تختص بعصرالماكنة و البخار، بل لقد استفاداليونانيون و غيرهم من السفن الكبيرة فينقل قواتهم و جيوشهم.

و مرّة اخرى يكرّر سبحانه هذا السؤالالعميق المغزى بقوله تعالى: فَبِأَيِّآلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.

بحوث‏

1- البحر مركز النعم الإلهيّة

لا حظنا في هذا القسم من الآيات إشارة إلىالبحر و أهميّته في الحياة البشرية، و كمانعلم فإنّ مياه البحار و المحيطات تشكّلثلاثة أرباع سطح الكرة

1- إبراهيم، 32.