امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 374
نمايش فراداده

البحرية.

و العجيب أنّ هذه الأنهار العظيمة لاتمتزج مع المياه حولها إلّا قليلا، و تسيرآلاف الكيلومترات على هذه الصورة، و بذلكتعبّر عن مصداقية الآية الكريمة مَرَجَالْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُمابَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ.

و الملفت للنظر أنّ في نقطة التقاء هذهالمياه الحارّة مع المياه الباردة، تحدثظاهرة مفيدة جدّا للإنسان، و هي حدوث حالةمن الإغماء أو الموت الجماعي للحيواناتالمجهرية المعلّقة في الماء و ذلك في نقطةالتماس و الالتقاء بين المياه الحارّة والمياه الباردة و بهذا تتوفّر في هذهالمناطق مواد غذائية كثيرة لا حصر لها وتكون سببا في جذب قطعان الأسماك الكبير،حيث يقصد الصيادون هذه المناطق للاستفادةمن صيد هذه الحيوانات، و تعتبر هذهالمنطقة من أفضل المناطق في العالم لصيدالأسماك «1».

و هذا يمثّل أحد التفاسير للآيات أعلاه، وهو لا يتنافى مع التفاسير الاخرى، و لذايمكن الجمع بينهما.

3- تفسير من أعماق الآيات‏

نقل‏

في حديث للإمام الصادق عليه السّلام فيتفسير هذه الآية مَرَجَ الْبَحْرَيْنِيَلْتَقِيانِ أنّه قال: «و علي و فاطمةعليهما السّلام بحران عميقان لا يبغيأحدهما على صاحبه. يَخْرُجُ مِنْهُمَااللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ قال: الحسن والحسين» «2».

و نقل هذا المعنى عن بعض أصحاب الرّسولصلّى الله عليه وآله وسلّم في تفسير الدرّالمنثور «3».

و نقله العلّامة الطبرسي في مجمع البيانمع اختلاف يسير.

1- دائرة المعارف (الثقافية) ج 12 ص 1228، وكذلك مجلة الميناء و البحر عدد 4 ص 100بالإضافة إلى مصادر اخرى.

2- تفسير القمّي، ج 2، ص 344.

3- الدرّ المنثور، ج 6، ص 142.