امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 5
نمايش فراداده

قال بعض المفسّرين أنّ «ق» إشارة إلى بعضأسماء اللّه تعالى «كالقادر و القيّوم» وما إلى ذلك من الأسماء المبدوءة بحرفالقاف.

كما ورد في كثير من التفاسير أنّ «ق» اسملجبل عظيم يحيط بالكرة الأرضية! و لكن أيجبل هو بحيث يحيط بالكرة الأرضية أو مجموعالعالم؟! و ما المراد منه؟ ليس هنا محلّالكلام عنه! لكن ما ينبغي ذكره هنا أنّه منالبعيد جدّا أن يكون «ق» في هذه السورةإشارة إلى جبل قاف! لأنّه ليس هذا لايتناسب مع مواضيع السورة و ما ورد فيهافحسب، بل حرف «القاف» هنا كسائر الحروفالمقطّعة الواردة في بدايات السور فيالقرآن، أضف إلى ذلك لو كان «ق» إشارة إلىجبل «قاف» لكان ينبغي أن يقترن بواو القسمكقوله تعالى: و الطور و أمثال ذلك، و ذكركلمة ما من دون مبتدأ و لا خبر أو واو القسملا مفهوم لها.

ثمّ بعد هذا كلّه، فإنّ الرسم القرآنيلجميع المصاحف هو ورود الحرف «ق» مفردا،في حين أنّ جبل «قاف» يكتب رسمه على هيئةاسمه الكامل «قاف».

و من جملة الأمور التي تثبت على أنّ هذاالحرف «ق» هو من الحروف المقطّعة المذكورةلبيان عظمة القرآن هو مجي‏ء القسم مباشرة-بعد هذا الحرف- بالقرآن المجيد إذ يقولسبحانه: ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ.

كلمة «المجيد» مشتقّة من المجد و معناهاالشرف الواسع، و حيث أنّ القرآن عظمته غيرمحدودة و شرفه بلا نهاية، فهو جدير بأنيكون مجيدا من كلّ جهة، فظاهره رائق، ومحتواه عظيم، و تعاليمه عالية، و مناهجهمدروسة، تبعث الروح و الحياة في نفوسالعباد.

و لسائل أن يسأل: ما المراد من ذكر هذاالقسم؟ أو ما هو المقسم له؟! هناك بينالمفسّرين احتمالات كثيرة، و لكن معالالتفات إلى ما بعد القسم من الآياتفإنّه يبدو أنّ المقصود بالقسم أو جوابالقسم هو مسألة النبوّة نبوة محمد أو