امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 412
نمايش فراداده

تستعمل كلمة (خير) غالبا للصفات الجيّدة والجمال المعنوي، أمّا «حسن» فإنّهاتستعمل للجمال الظاهر. لذا فإنّ المقصودبـ خَيْراتٌ حِسانٌ أولئك النسوة اللواتيجمعن بين حسن السيرة، و حسن الظاهر.

و جاء في الرّوايات في تفسير هذه الآيةأنّ الصفات الحسنة للزوجات في الجنّةكثيرة و من جملتها طيب اللسان و النظافة والطهارة، و عدم الإيذاء، و عدم النظرللرجال الأجانب .. و الخلاصة أنّ جميع صفاتالخير و الجمال التي يجب أن تكون في الزوجةالصالحة موجودة فيهنّ، و هذه الصفات إشارةللصفات العالية التي يجب أن تكون في نساءهذه الدنيا و يجسّدن الاسوة بذلك لجميعالناس و القرآن الكريم يعبّر عنهنّباختصار رائع أنهنّ خَيْراتٌ حِسانٌ «1».

ثمّ يضيف مستمرّا في وصف الزوجات فيالجنّة: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ.

«حور»: جمع حوراء و أحور، و تطلق على الشخصالذي يكون سواد عينه قاتما و بياضهاناصعا، و أحيانا تطلق على النساء اللواتييكون لون وجوههنّ أبيض.

و التعبير بـ «مقصورات» إشارة إلى أنهنّمرتبطات و متعلّقات بأزواجهنّ و محجوباتعن الآخرين.

«خيام»: جمع خيمة، و كما ورد في الرّواياتالإسلامية، فإنّ الخيم الموجودة فيالجنّة لا تشبه خيم هذا العالم من حيثسعتها و جمالها.

و «الخيمة» كما ذكر علماء اللغة و بعضالمفسّرين لا تطلق على الخيم المصنوعة منالقماش المتعارف فحسب. بل تطلق أيضا علىالبيوت الخشبية و كذلك كلّ بيت دائري. وقيل أنّها تطلق على كلّ بيت لم يكن منالحجر

1- قال البعض: إنّ خيرات جمع (خيّرة) على وزن(سيّدة)، و قيل لها خيرات للتخفيف، واعتبرها آخرون أنّها جمع (خيرة) على وزن(حيرة) و على كلّ حال فإنّها تعطي معنىالوصف، و ليس بمعنى (أفعل التفضيل) لأنّهلا يجمع.