أصاب الناس عطش في بعض أسفاره صلّى اللهعليه وآله وسلّم فسقوا، فسمع رجلا يقول:مطرنا بنوء كذا، فنزلت الآية (لأنّ العربكانوا يعتقدون في الجاهلية بالأنواء و أنّلها الأثر في نزول المطر، و يقصد بهاالنجوم التي تظهر بين آونة و اخرى فيالسماء، و أنّ ظهورها يصاحبه نزول المطر،كما يعتقدون، و لهذا يقولون: مطرنا بنوءكذا، أي ببركة طلوع النجم الفلاني، و هذابذاته أحد مظاهر الشرك الجاهلي و عبادةالنجوم) «1».
و النقطة الجديرة بالملاحظة هنا أنّه جاءفي بعض الرّوايات عن رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنّه فلّما كان يفسّرالآيات، و إجمالا كان يتصدّى للتفسير عندما تستلزم الضرورة، كما في هذا المورد حيثأخبر صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّالمقصود من وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْأَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ «و تجعلون شكركمأنّكم تكذّبون» «2».
يستنتج من الأوصاف الأربعة- التي ذكرت فيالآيات أعلاه- حول القرآن، أنّ عظمةالقرآن هي في عظمة محتواه من جهة، و عمقمعناه من جهة اخرى، و من جهة ثالثة فإنّالقداسة القرآنية لا يستوعبها إلّاالطاهرون و المؤمنون، و من جهة رابعة: فيالجانب التربوي المتميّز فيه، لأنّه نزلمن ربّ العالمين، و كلّ واحدة من هذهالصفات تحتاج إلى بحث مفصّل أوضحناه فينهاية الآيات المناسبة لكلّ موضوع.
1- نقل هذا الحديث الطبرسي في مجمع البيانو نقل أيضا في الدّر المنثور، ج 6، ص 163، والقرطبي، ج 9، ص 6398: و المراغي، ج 27، ص 152، و روح المعاني، ج 27،ص 153 في نهاية الآيات مورد البحث باختلافيسير. 2- تفسير الدرّ المنثور، ج 6، ص 163، و نورالثقلين، ج 5، ص 227.