امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 490
نمايش فراداده

و نقل كثير من المفسّرين حول نهاية آخرالآية بعد ما نزلت على الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم‏

أنّه قال: «اجعلوها في ركوعكم»

(أي قولوا: سبحان ربّي العظيم) و عند مانزلت: سبّح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى‏

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اجعلوهافي سجودكم»،

أي قولوا:

سبحان ربّي الأعلى «1».

و في تفسير الآية 74 من نفس السورة نقلنا ماهو شبيه بهذه الرّواية عن بعض المفسّرين.

تعقيب‏

عالم البرزخ

أشارت الآيات أعلاه إلى عالم البرزخ، و قدبيّنا عند تفسيرها أنّ الإنسان- في حالةاحتضاره و هو على مشارف الموت يتهيّأللانتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة-سيواجه واحدة من هذه الحالات، أمّا النعمو الهبات الإلهيّة و الجزاء الربّانيبالروح و الريحان، أو العقاب و الجزاءالمؤلم، و العاقبة البائسة.

كما أنّ القرائن الموجودة في الآياتترينا أنّ قسما ممّا يثاب به أو يعاقب عليهمرتبط بيوم القيامة، و القسم الآخر مرتبطبالقبر و البرزخ، و يعدّ هذا دليلا علىوجود عالم البرزخ.

و في حديث لرسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم نقرأ ما يلي: «إنّ أوّل ما يبشّر بهالمؤمن عند الوفاة بروح و ريحان و جنّةنعيم، و إنّ أوّل ما يبشّر به المؤمن فيقبره أن يقال له:

أبشر برضا اللّه تعالى و الجنّة قدمت خيرمقدم، و قد غفر اللّه لمن يشيّعك إلى قبرك،

1- تفسير أبو الفتوح الرازي، و روحالمعاني، و روح البيان، القرطبي، و الدرّالمنثور، و تفسير المراغي، في نهايةالآيات مصدر البحث.