و نقل كثير من المفسّرين حول نهاية آخرالآية بعد ما نزلت على الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم
أنّه قال: «اجعلوها في ركوعكم»
(أي قولوا: سبحان ربّي العظيم) و عند مانزلت: سبّح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اجعلوهافي سجودكم»،
أي قولوا:
سبحان ربّي الأعلى «1».
و في تفسير الآية 74 من نفس السورة نقلنا ماهو شبيه بهذه الرّواية عن بعض المفسّرين.
أشارت الآيات أعلاه إلى عالم البرزخ، و قدبيّنا عند تفسيرها أنّ الإنسان- في حالةاحتضاره و هو على مشارف الموت يتهيّأللانتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة-سيواجه واحدة من هذه الحالات، أمّا النعمو الهبات الإلهيّة و الجزاء الربّانيبالروح و الريحان، أو العقاب و الجزاءالمؤلم، و العاقبة البائسة.
كما أنّ القرائن الموجودة في الآياتترينا أنّ قسما ممّا يثاب به أو يعاقب عليهمرتبط بيوم القيامة، و القسم الآخر مرتبطبالقبر و البرزخ، و يعدّ هذا دليلا علىوجود عالم البرزخ.
و في حديث لرسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم نقرأ ما يلي: «إنّ أوّل ما يبشّر بهالمؤمن عند الوفاة بروح و ريحان و جنّةنعيم، و إنّ أوّل ما يبشّر به المؤمن فيقبره أن يقال له:
أبشر برضا اللّه تعالى و الجنّة قدمت خيرمقدم، و قد غفر اللّه لمن يشيّعك إلى قبرك،
1- تفسير أبو الفتوح الرازي، و روحالمعاني، و روح البيان، القرطبي، و الدرّالمنثور، و تفسير المراغي، في نهايةالآيات مصدر البحث.