امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
القاصرين الذين ليس لديهم إصرار و عنادعلى الباطل، يمكن أن تشملهم الألطافالإلهيّة. أمّا المكذّبون المعاندونفإنّهم سيبتلون بالمصير البائس و العاقبةالسيّئة التي تقدّم ذكرها.«حميم»: بمعنى الماء الحارق أو الرياحالحارة و السموم. و (تصلية) مأخوذة من مادّة(صلى) على وزن (سعى) بمعنى الاحتراق والدخول في النار.أمّا (تصلية) المتعدية فتأتي بمعنىالإحراق فقط.و في نهاية هذا الحديث يضيف سبحانه: إِنَّهذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْبِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ.و المعروف بين المفسّرين أنّ «حقّاليقين» من قبيل الإضافة البيانية، يعنيأنّ الذي تقدّم ذكره حول الأقسام الثلاثةو هم (المقرّبون و أصحاب اليمين والمكذّبون) فهو عين الحقيقة و الحقّ واليقين.و هنا يوجد احتمال أيضا و هو: بما أنّلليقين درجات متعدّدة، فإنّ أعلى مرحلة لههي (حقّ اليقين) أي يقين واقعي كامل و خالمن كلّ شكّ و شبهة و ريب «1».و ممّا قلنا يتّضح أنّ (هذا) في هذه الآيةإشارة إلى أحوال الأقسام الثلاثة الآنفةالذكر، كما احتمل البعض أيضا أنّها إشارةإلى كلّ محتويات سورة الواقعة أو القرآنأجمع، إلّا أنّ التّفسير الأوّل هوالأنسب.و هنا نقطة جديرة بالذكر أيضا و هي أنّالتعبير بـ (فسبّح)- الفاء تفريعيّة- هوإشارة إلى أنّ ما قيل حول الأقسام الثلاثةهو عين العدالة، و بناء على هذا اعتبر(ربّك) منزّها من كلّ ظلم، و إذا ما أريدالابتعاد عن مصير أصحاب الشمال فعلينا أننتنزّه من كلّ شرك و ظلم المتلازمان معإنكار القيامة.