عليه قليلا أو كثيرا، لأنجذب جميعالأوكسجين و الكربون من سطح الأرض و لم يعدأي إمكان لحياة النبات أو الحيوان على سطحالأرض»! و يقول في مكان آخر في الغلافالجوّي الذي يحيط بالأرض: لو أنّ هذاالغلاف الذي يحيط بالأرض من الهواء كانرقيقا لخرقته الشهب الثواقب التي تأتي كلّيوم بنحو عدّة ملايين فتصيب الأرض حيث ماوقعت، إلّا أنّ هذا الغلاف الجوّي يمنعهالكثافته فتتلاشى و تحترق عنده فلا تصل إلىالأرض.
و لو أنّ الشهب الثواقب خفّت سرعتها لمااحترقت عند اصطدامها بالهواء و لوقعت علىالأرض و دمّرت الكثير.
و يقول في مكان آخر أنّ نسبة الأوكسجين فيالهواء هي إحدى و عشرين بالمائة فحسب، فلوكانت هذه النسبة خمسين بالمائة لاحترق بهكلّ ما من شأنه الاشتعال في هذا العالم .. ولو وصلت شظية صغرى من النار إلى شجرة فيغابة لاحترقت الغابة جمعاء»! إنّ نسبةكثافة الهواء المحيط بالأرض إلى درجة بحيثيوصل الأشعّة المناسبة لرشد النباتات ونموّها و تعدم المكروبات الضارّة فيالفضاء نفسه و تنتج الفيتامينات النافعة.
و مع وجود الأبخرة المختلفة التي خرجت منباطن الأرض خلال القرون المتمادية وانتشرت في الهواء و أغلبها أبخرة سامّةفمع ذلك فإنّ الهواء المحيط بالأرض لميتلوّث و ما يزال باقيا على حالتهالطبيعية المناسبة للحياة الإنسانية.
و الجهاز الذي يوجد هذه الموازنة و يحفظهذا التعادل هو البحر و المحيط الذي منهتستمدّ المواد الحياتية و الغذاء والأمطار و اعتدال الهواء و النباتات وأخيرا فإنّ وجود الإنسان نفسه يستمدّ منهأيضا.
فكلّ من يدرك هذه المعاني فعليه أن يطأطئرأسه للبحر تعظيما و أن يشكر