امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 84
نمايش فراداده

عشرات آلاف الكيلومترات من الأعصابالرقيقة أو الكبيرة و الأعصاب الدقيقةالتي لا ترى بالعين المجرّدة و جميعهامسئولة عن إيصال الغذاء و الماء و التهويةإلى عشرة مليون مليارد خلية، و الحواسالمختلفة كالسمع و البصر و الحواس الاخركلّ منها آية عظمى من آيات اللّه.

و أهمّ من كلّ ذلك لغز الحياة التي لم تعرفأسرارها و بناء الروح أو العقل الإنسانيالذي يعجز عن إدراكه عقول جميع الناس وهنا- ينحني الإنسان و يتمتم بالتسبيح والحمد و الثناء للّه دون إختياره و يترنّمبهذه الأشعار:


  • فيك يا أعجوبة الكو أنت حيّرت ذوي الل كلّما قدّم فكري ناكصا يخبط في عمياء لا يهدى سبيلا

  • ن غدا الفكر كليلا لبّ و بلبلت العقولا فيك شبرا فرّ ميلا لا يهدى سبيلا لا يهدى سبيلا

و قد ورد في حديث عن النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم أنّه قال: «من عرف نفسه فقد عرفربّه» «1».

أجل إنّ معرفة النفس في جميع المراحل طريقلمعرفة اللّه و التعبير: «أ فلا تبصرون»تعبير لطيف: أي إنّ هذه الآيات حولكم و فيداخلكم و في تمام وجودكم بحيث لو فتحتمأعينكم و لو قليلا لأبصرتم آيات اللّه و لارتوت أرواحكم من إدراك عظمته!.

و في الآية الثالثة من الآيات- محلّ البحث-إشارة إلى القسم الثالث من دلائل عظمةالخالق و قدرته على المعاد إذ تقول: وَ فِيالسَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ.

و بالرغم من أنّ بعض الرّوايات الإسلاميةتفسّر «الرزق» في هذه الآية ب

1- سفينة البحار، ج 2، ص 603 مادّة نفس.