امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
«المطر» الذي يمنح الحياة و هو مصدر الخيرو البركة في الأرض جميعا، و الآية (5) منسورة الجاثية أيضا توافق هذا التّفسير إذتقول: وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَالسَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِالْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إلّا أنّ هذاالمعنى يمكن أن يكون مصداقا جليّا منمصاديق الآية، في حين أنّ سعة مفهوم الرزقتشمل حبّات المطر و غيرها كنور الشمس الذييأتي من السماء و له أثره الفاعل فيالحياة، و الهواء الذي هو أساس حياةالموجودات.كلّ هذا لو أخذنا مفهوم السماء بالمعنىاللغوي أي السماء التي فوقنا، إلّا أنّبعضهم فسّرها بعالم الغيب و ما وراءالطبيعة أو اللوح المحفوظ الذي تقدّر منهأرزاق العباد! و بالطبع فإنّ الجمع بينالتّفسيرين ممكن، و أن كان التّفسيرالأوّل أنسب و أوضح!.و أمّا جملة و ما تُوعَدُونَ فيمكن أنتكون تأكيدا على مسألة الرزق و وعد اللّهفي هذا المجال، أو أنّ المراد منها الجنّةالموعودة، لأنّنا نقرأ الآية 15 من سورةالنجم عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى أوأنّها إشارة إلى كلّ خير و بركة أو عذابينزل من السماء! أو أنّ «ما توعدون» ناظرإلى جميع هذه المعاني، لأنّ مفهوم «ماتوعدون» واسع جدّا.و على كلّ حال، فهذه الآيات الثلاث فيهاترتيب لطيف، فالآية الاولى تتحدّث عنأسباب وجود الإنسان و حياته، و الآيةالثانية تتحدّث عن الإنسان نفسه، و الآيةالثالثة تتحدّث عن أسباب بقائه و دوامه!.و جدير بالالتفات أيضا أنّ ما يمنعالبصيرة و يصدّها عن مطالعة أسرار الخلق وأسرار الأرض و عجائب وجود الإنسان هو«الحرص على الرزق»، فاللّه سبحانه يطمئنالإنسان في الآية الأخيرة بأنّ رزقهمضمون، ليستطيع أن ينظر إلى عجائب العالمو يتحقّق فيه قوله: أَ فَلا تُبْصِرُونَ؟!