امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 14
نمايش فراداده

ثمّ يخاطب اللّه تعالى رسوله الأكرم صلّىالله عليه وآله وسلّم في الآية الأخرى ويقول: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا.

المراد بـ (الصبر الجميل) هو ما ليس فيهشائبة الجزع و التأوه و الشكوى، و في غيرهذا الحال لا يكون جميلا.»

ثمّ يضيف: إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداًوَ نَراهُ قَرِيباً إنّهم لا يصدقون بوجودمثل ذلك اليوم الذي يحاسب فيه جميعالخلائق حتى أصغر حديث و عمل لهم، و ذلك فياليوم مقداره خمسون ألف سنة، و لكنّهم فيالواقع ما عرفوا اللّه و في قلوبهم ريببقدرة اللّه.

إنّهم يقولون: كيف يمكن جمع العظامالبالية و التراب المتناثر في كل حدب و صوبثمّ يردّ إلى الحياة؟ (و قد ذكر القرآنكلامهم هذا في كثير من آياته) ثمّ كيف يمكنأن يكون اليوم بمقدار خمسين ألف سنة.

الطريف أنّ العلم الحاضر يقول: إنّ مقداركلّ يوم في أي من الأجرام السماوية يختلفعن بعضها الآخر، لأنّ دوران الجرم السماويحول نفسه مرّة واحدة تابع إلى فترة زمنيةمعينة، و لهذا فإنّ اليوم في القمر بمقدارأسبوعين على ما هو في الأرض، حتى أنّهميقولون: يمكن أن تقل سرعة الحركة الوضعيةللأرض و ذلك بمرور الزمن و يصبح اليومالواحد فيها كالشهر أو كالسنة أو مئاتالسنين، و نحن لا نقول، إنّ الزمان في يومالقيامة كذلك، بل نقول إن اليوم الذي يبلغمقداره خمسين ألف سنة، ليس عجيبا فيمقاييس عالم الدنيا.

1- بسطنا الكلام في معنى الصبر الجميل فيالتفسير الأمل، ج 7 (من الطبعة العربية) فيقصّة النّبي يعقوب و يوسف عليهما السّلام.