امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 330
نمايش فراداده

و العدل و اللطف ما لا يفسح المجال أمام أياعتراض. بل و لا يسمح في ذلك اليوم بالتشفع لأيّكان إلّا بإذن خاص منه جلّت عظمته، و هو ماتشير إليه الآية (255) من سورة البقرة: مَنْذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّابِإِذْنِهِ.

بحثان‏

1- ثواب المتقين و عقاب العاصين‏

يلاحظ ثمّة مقايسة بين الآيات المبحوثة وما سبقها من آيات .. فقد تحدثت الآياتالسابقة عن نوعين من الجزاء لكلّ منالمجرمين و المؤمنين، فالآيات محل البحثتحدثت عن بعض ما للمؤمنين من ثواب و نعيم،و فيما تقدمها من آيات تحدثت عن بعض ماللمجرمين من عقوبات.

فهنا تحدثت عن «المفاز» و هناك عن«المرصاد» ...

و هنا تحدثت عن «حدائق و أعنابا» و هناك عنالتخبط بالعذاب إلى مدّة لا متناهية«أحقابا» ... و هنا كان الحديث عن «الشراب الطهور» وهناك عن الماء الحارق «حميما و غساقا» ...

و هنا تحدثت الآيات عن عطايا و مواهب«الرحمان»، و هناك عن الجزاء العادل «جزاءوفاقا» ... و هنا الحديث عن زيارة «النعمة» و هناكزيادة «العذاب» ...

و الخلاصة: إنّ هذين الفريقين يقعان فيقطبين متنافرين من كلّ الجهات نتيجة لماكانا يعيشانه في الحياة الدنيا من تنافر وتباعد من حيث الإيمان و العمل.