امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 359
نمايش فراداده

«النكال»: لغة: العجز و الضعف. و يقال لمنيتخلف عن دفع ما استحق عليه (نكل). و (النكل)-على وزن فكر- القيد الشديد الذي يعجز معهالإنسان على عمل أيّ شي‏ء.

و «نكال»: في الآية يقال للعذاب الإلهيالذي يؤدي إلى عجز الإنسان، و يخيفالآخرين، فيعجزهم عن ارتكاب الذنب،. «نكال الآخرة»: عذاب جهنّم الذي سينالفرعون و أصحابه و من سار على خطوه، و «عذابالاولى»: إشارة إلى إغراق فرعون و أصحابهفي نهر النيل.

و تقديم «نكال الآخرة» على عذاب الدنيا،لأهميته و شدّة بطشه. و قيل: «الاولى»: تشير إلى كلمة فرعونالاولى في مسير طغيانه حين ادّعى(الالوهية)، كما جاء في الآية (38) من سورةالقصص.

و «الآخرة»: إشارة الى آخر كلمة نطق بهافرعون حين ادّعي (الرّبوبية العليا)،فعذّبه اللّه بالغرق في الحياة الدنيانتيجة ادّعاءيه الباطلين. و قد أشير لهذا المعنى فيما

روي عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله:«إنّ الفترة ما بين قوله الاولى و الآخرةكانت أربعين عاما، و قد أخّر اللّه تعالىعذابه كلّ هذه المدّة إتماما للحجّة عليه»«1».

و يوافق هذا المعنى صيغة الفعل الماضيالواردة في الآية «أخذ» و الذي يفهم منهتنفيذ كلّ العقاب في الدنيا، و تعضدهالآية التالية التي تعدّ العذاب عبرةللآخرين.

فيكون التقدير: (نكّل اللّه ناكال الآخرة).

1- و في مجمع البيان، ج 10، ص 432، رواية اخرىتحمل نفس المضمون عن رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم و أكثر تفصيلا، نورالثقلين، ج 5، ص 500.