امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 448
نمايش فراداده

و ذكر في تفسير «الكريم» آراء كثيرة،منها: إنّه المنعم الذي تكون جميع أفعالهإحسان، و هو لا ينتظر منها أيّ نفع أو دفعضرر. و منها: هو الذي يعطي ما يلزمه و ما لايلزمه.

و منها: هو من يعطي الكثير بالقليل. و لو جمعنا كلّ ما ذكر و بأعلى صورة لدخلفي كرم اللّه عزّ و جلّ، فيكفي كرم اللّهجلالا أنّه لا يكتفي عن المذنبين، بل يبدل(لمن يستحق) سيئاتهم حسنات.

و روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام عندتلاوته لهذه الآية، أنّه قال: (إن الإنسان)«أدحض مسئول حجّة، و أقطع مغترّ معذرة،لقد أبرح (أي اغتر) جهالة بنفسه. يا أيّها الإنسان، ما جرّأك على ذنبك، وما غرّك بربّك، و ما أنسك بهلكة نفسك؟

أمّا من دائك بلول (أي شفاء)، أم ليس مننومتك يقظة؟ أما ترحم نفسك ما ترحم منغيرك؟ فلربّما ترى الضاحي من حرّ الشمسفتظلّه، أو ترى المبتلى بألم يمض جسدهفتبكي رحمة له! فما صبرك على دائك، و جلدكعلى مصابك، و عزاك عن البكاء على نفسك و هيأعزّ الأنفس عليك، و كيف لا يوقظك خوف بياتنقمة (أي تبيت بنقمة من اللّه) و قد تورطتبمعاصيه مدارج سطواته! فتداو من داءالفترة في قلبك بعزيمة، و من كرى (أي النوم)الغفلة في ناظرك بيقظة، و كن للّه مطيعا وبذكره آنسا، و تمثل (أي تصور) في حال توليكعنه إقباله عليك، يدعوك إلى عفوه و يتغمدكبفضله و أنت متول عنه إلى غيره، فتعالى منقوي ما أكرمه! و تواضعت من ضعيف ما أجرأكعلى معصيته! ...» «1».

و تعرض لنا الآية التالية جانبا من كرماللّه و لطفه على الإنسان:

1- نهج البلاغة، الخطبة 223.