امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 88
نمايش فراداده

فتعجب المعتصم لجواب الإمام عليه السّلامو أمر أن تقطع يد السارق من مفصل اصولالأصابع، كما قال الإمام عليه السّلام وذكرت في ذلك أحاديث كثيرة. «1»

و لكن الأحاديث المنقولة بها الشأن هيمرسلة غالبا، أو أنّ سندها ضعيف، و هناكنقائض لها ليس من السهل الإجابة عليها،فمثلا ما هو مشهور في أوساط الفقهاء أنّالسارق إذا ما سرق للمرّة الثّانية تقطعالأقسام الأمامية لقدمه، و يتركون كعبالقدم سالما (هذا بعد إقامة الحدّ عليهجزاء السرقة الاولى) و الواضح أنّ الأصبعالكبير للقدم يعتبر من المساجد السبعة، وكذا في شأن المحارب فإنّ إحدى عقوباته هومقطع قسم من اليد و القدم. ثالثا: قيل إنّ المراد بالمساجد هوالسّجود، أي أنّ السجود يجب أن يكون دائماللّه تعالى و لا يكون لغيره، و هذا خلافظاهر الآية حيث لا دليل عليه.

و يستفاد من مجموع ما قيل أنّ ما يناسبظاهر الآية هو التّفسير الأوّل، و كذايناسب ظاهر الآيات السابقة و اللاحقة فيشأن التوحيد، و تخصيص العبادة للّه، والتّفسير الثّاني يمكن أن يكون موسعالمعنى الآية، و أمّا الثّالث فلا دليلعليه. و يضيف في إدامة الآية بيانا عن التأثيرغير العادي للقرآن المجيد و قيام الرّسولللدّعاء فيقول: وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَعَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوايَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً «2»، أي عندما كان رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم يقوم للصلاة، فإنّ طائفة من الجنكانوا يجتمعون عليه بشكل متزاحم.

«لبد»: على وزن (فعل) و تعني الأشياءالمجتمعة المتراكمة، و هذا التّعبير بيانلتعجب الجنّ ممّا يشاهدونه من عبادته صلّىالله عليه وآله وسلّم و قراءته قرآنا لميسمعوا كلاما يماثله، و قيل في ذلك قولانآخران:

1- نور الثقلين، ج 5، ص 439 و 440

2- ما يطابق هذا التّفسير و كون هذه الآيةمن حديث مؤمني الجنّ فإنّ إتيان الضميرالغائب بدل المتكلم هو من باب الالتفات،أو من باب أنّ بعضهم يبيّن حال البعضالآخر.