امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 19 -صفحه : 474/ 94
نمايش فراداده

و واضحة و قيل حسب الرّوايات المتعددةأنّها تخصّ الإمام المهدي (أرواحنا فده) وإذا أردنا تفسير الآية بمعانيها فإنّهاتشمل كلّ ذلك. إضافة إلى ما جاء في الآية (75) من سورة مريمعليها السّلام: حَتَّى إِذا رَأَوْا مايُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّاالسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَشَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً و علىكل حال فإنّ سياق هذه الآية يشير إلى أنّأعداء الإسلام كانوا يتبجّجون قدراتجيوشهم و كثرة جنودهم أمام المسلمينيستضعفونهم، الأنصار لهذا كان القرآنيواسيهم و يبشرهم بأنّ العاقبة ستكونبانتصارهم و خسران عدوهم.

ملاحظتات‏

1- صفاء القادة الإلهيين‏

إحدى خصوصيات القادة الإلهيين هي أنّهمبعكس العادة الشيطانيين، ليسوا بمغرورينو لا متكبرين و لا ممن يدّعون ما ليس فيهم.

فإذا كان فرعون ينادي لحماقته: أنّا ربّكمالأعلى! و هذه الأنهار تجري من تحتي، فإنّالإلهيون يرون أنفسهم من أصغر عباد اللّهلشدّة تواضعهم للّه، و ما كانوا يحسبونلأنفسهم قدرة أمام إرادة اللّه تعالى، كمانقرأ في الآية (110) من سورة الكهف: قُلْإِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‏إِلَيَّ و ورد في موضع آخر: وَ ما أَدْرِيما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ إِنْأَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى‏ إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ.

و نقرأ في آية اخرى: قُلْ لا أَقُولُلَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لاأَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْإِنِّي مَلَكٌ. «1» حتى لو وصلوا إلى ذروة القدرة الماديةفإنّهم لا يغترون بها و لا يتيهون فيها

1- الأنعام، 50.