تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

نسخه متنی -صفحه : 533/ 421
نمايش فراداده

بظلمهم و بغيهم «وَ لَمَنْ صَبَرَ» فلمينتصر «وَ غَفَرَ» و صفح «إِنَّ ذلِكَ»الصبر و الصفح «لَمِنْ عَزْمِالْأُمُورِ» معزوماتها المأمور بها «وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ» يخليه و ضلاله«فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ» ناصر يتولاه«مِنْ بَعْدِهِ» بعد خذلان الله إياه «وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاالْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى‏مَرَدٍّ» إلى الدنيا «مِنْ سَبِيلٍ وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها» علىالنار المعلومة من العذاب «خاشِعِينَ»متواضعين «مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَمِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ» يبتدى‏ء نظرهمإليها من تحريك لأجفانهم ضعيف نظر مسارقة«وَ قالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّالْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواأَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَالْقِيامَةِ» لتخليدهم في النار و عدمانتفاعهم بأهليهم «أَلا إِنَّالظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ» منكلامهم أو قول الله «وَ ما كانَ لَهُمْمِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْدُونِ اللَّهِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُفَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ» يوصله إلى الجنة«اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِأَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُمِنَ اللَّهِ» صلة مرد أي لا يرده الله بعدإتيانه أو ليأتي أي قبل أن يأتي يوم منالله لا مرد له «ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ»معقل «يَوْمَئِذٍ وَ ما لَكُمْ مِنْنَكِيرٍ» إنكاري بكم «فَإِنْ أَعْرَضُوا»عن إجابتك «فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْحَفِيظاً» رقيبا «إِنْ عَلَيْكَ إِلَّاالْبَلاغُ» و قد بلغت «وَ إِنَّا إِذاأَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةًفَرِحَ بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْسَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْفَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ» كثيرالكفران وضع الإنسان موضع ضميره تسجيلاعلى جنسه بذلك «لِلَّهِ مُلْكُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» لا يشاركه أحدفيه «يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْيَشاءُ» من الأولاد «إِناثاً وَ يَهَبُلِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْيُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً» أي يخصبعضا بالإناث و بعضا بالذكورة و بعضابالضعفين و يعقم بعضا و إنما قدم الإناثأولا و أخرها ثانيا و عرف الذكورة و نكرالإناث لأن مساق الآية للدلالة على أنالواقع ما يتعلق به مشيئة الله لا مشيئةالناس فكان ذكر الإناث اللاتي من جملة مالا يشاؤه الناس أهم، و لما أخر الذكورتدارك تأخيرهم بالتعريف لأن التعريفتنويه و نكر الإناث للتحقير ثم أعطى كلا منالجنسين حقه من التقديم و التأخير ليعلمأن تقديمهن لم يكن لتقدمهن و لكن لغرض آخر«إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ» على ما يشاء«وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُاللَّهُ إِلَّا وَحْياً» و هو الإلهام والمنام كما وقع لأم موسى و إبراهيم «أَوْمِنْ وَراءِ حِجابٍ» بأن يسمعه الصوت و لايرى محله «أَوْ يُرْسِلَ «1»

(1) يرسل: بضم آخره. رَسُولًا» ملكا كجبرئيل«فَيُوحِيَ» «2»

(2) فيوح. الرسول إلى النبي «بِإِذْنِهِ»بأمر الله «ما يَشاءُ» الله.