تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

نسخه متنی -صفحه : 533/ 465
نمايش فراداده

«وَ كانُوا يَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّالَمَبْعُوثُونَ» كررت الهمزة مبالغة فيإنكارهم و لذا دخلت على الواو في «أَ وَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّالْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَلَمَجْمُوعُونَ إِلى‏ مِيقاتِ يَوْمٍمَعْلُومٍ» عند الله هو يوم القيامة«ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَاالضَّالُّونَ» عن الحق«الْمُكَذِّبُونَ» بالبعث «لَآكِلُونَمِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَمِنْهَا» من الشجر «الْبُطُونَ» لفرطالجوع «فَشارِبُونَ عَلَيْهِ» على الزقوم«مِنَ الْحَمِيمِ» لشدة العطش«فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» الإبلالعطاش جمع أهيم و هيم كبيض «هذانُزُلُهُمْ» ما هيأ لهم «يَوْمَالدِّينِ» يوم الجزاء «نَحْنُخَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ»بالبعث بعد الخلق إذ من قدر على البدء قادرعلى الإعادة «أَ فَرَأَيْتُمْ ماتُمْنُونَ» ما تقذفونه في الأرحام منالنطفة «أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ» أيالمني بشرا «أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَنَحْنُ قَدَّرْنا» بالتشديد و التخفيف«بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُبِمَسْبُوقِينَ» لا يغلبنا أحد «عَلى‏أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ» نجعلمكانكم خلقا أشباهكم أو نبدل صفاتكم علىأن أمثالكم جمع مثل محركا «وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ» منالصور كالقردة و الخنازير «وَ لَقَدْعَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ «1»

(1) النشاءة. الْأُولى‏ فَلَوْ لاتَذَكَّرُونَ» أن من قدر عليها قدر علىالنشأة الأخرى «أَ فَرَأَيْتُمْ ماتَحْرُثُونَ» تبذرونه في الأرض وتنشرونها «أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ»تنبتونه «أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْنَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً» نباتاهشيما «فَظَلْتُمْ» أصله ظللتم بكسراللام فحذفت تخفيفا «تَفَكَّهُونَ» أصلهبتائين فحذفت إحداهما تعجبون أو تندمونعلى إنفاقكم فيه و التفكه التنقل بالفواكهاستعير للتنقل بالحديث و تقولون «إِنَّالَمُغْرَمُونَ» ملزمون غرامة ما أنفقنا«بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ» ممنوعونرزقنا لا حظ لنا «أَ فَرَأَيْتُمُ الْماءَالَّذِي تَشْرَبُونَ أَ أَنْتُمْأَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ» منالسحاب جمع مزنة «أَمْ نَحْنُالْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُأُجاجاً» ملحا «فَلَوْ لا» فهلا«تَشْكُرُونَ» هذه النعمة «أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِيتُورُونَ» تقدحون «أَ أَنْتُمْأَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها» التي تنقدح هيمنها كالمرخ و العفار «أَمْ نَحْنُالْمُنْشِؤُنَ» لها «نَحْنُ جَعَلْناها»أي النار «تَذْكِرَةً» لنار جهنم أو تبصرةفي البعث كما مر في يس «2»

(2) انظر الآية 80 منها. «وَ مَتاعاً» منفعة«لِلْمُقْوِينَ» لنازلي القواء و هوالفقر أو للخالية بطونهم أو مزاودهم منالطعام من أقوى الربع خلا من أهله«فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ»صفة الاسم أو الرب أي أحدث التسبيح بذكراسمه تنزيها له عما يقول الكافرون به وبقدرته ..