تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 190
نمايش فراداده

في العمل من جميع الحروف فإنّ لها البدؤ،و كلمة «هو» جمعت جميع قوى الحروف في عالمالكلمات، فلهذا كانت الهويّة أعظمالأشياء. (225) و كذلك الإنسان آخر غاية النفس في الكلماتالإلهيّة، و هي المفارقات و طبائع الأجناسو الأنواع.

ففي الإنسان (226) قوّة كل موجود في العالم،و له جميع المراتب.

و لهذا اختصّ وحده بالخلافة الإلهيّة وبكونه مخلوقا على الصورة فجمع بين الحقائقالإلهية، و هي الأسماء و بين المراتبالكونيّة و هي الأجزاء فيظهر به ما لا يظهربجزء جزء من العالم و لا بكلّ اسم اسم منالحقائق الإلهيّة.

فكان الإنسان أكمل الموجودات، و به انتهىالنفس الرحماني، و الواو أكمل الحروف و بهانتهى النفس الإنساني، و كلّ ما سوىالإنسان خلق إلّا الإنسان (للإنسان- ن)فإنّه خلق و حقّ.

فالإنسان الكامل هو على الحقيقة الحقّالمخلوق به، أي المخلوق بسببه العالم، وذلك لأنّه الغاية المطلوبة بالإيجادالمتقدّم عليها و لو لاه ما ظهر ما تقدّمعليه.

فكلّ غاية هو الأمر المخلوق بسببه ماتقدّم من أسباب ظهوره، و هو الإنسانالكامل.

و إنّما قلنا: الكامل، لأن اسم الإنسان قديطلق على مثاله في عالم الشكل و الصورةالشبيهة به، كما تقول في زيد: إنّه إنسان،و في عمرو: إنّه إنسان و إن كان في أحدهماقد ظهرت الحقائق الإلهيّة و ما ظهرت فيالآخر، فالآخر على الحقيقة حيوان في شكلإنسان، كما أشبهت الكرة بالفلك فيالاستدارة و أين كمال الفلك من كمال الكرةو أين مرتبة الإنسان الكامل المتحقّقبالحقائق الإلهيّة من المشكّل بصورته منجملة الحيوان؟ و لهذا قال تعالى لنبيّه وَ ما رَمَيْتَإِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏ [8/17]