تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 201
نمايش فراداده

معاني الموضوعات اللفظية فيما يوجد فيعالم المحسوسات، قالوا «1»: إنّ الألفاظالتي تتهجّى بها أسماء مسمّياتها الحروفالمبسوطة. فإنّ الضاد مثلا لفظة مفردةدالّة بالتواطؤ على معنى مستقلّ بنفسه، منغير دلالة على الزمان المعيّن، و ذلكالمعنى هو الحرف الأول من «ضرب» فثبتإنّها أسماء، لأنها ممّا يصدق عليها حدّالاسميّة و لأنها أيضا يوجد فيها خواصّالاسم- من كونها متصرّفا فيها بالتعريف والتنكير و الجمع و التصغير و الإسناد والإضافة- فكانت لا محالة أسماء. و به صرّحالخليل و أبو علي.

و أمّا ما رواه أبو عيسى الترمذي «2» عن ابن مسعودإنّه قال صلى الله عليه وآله: من قرأ حرفامن كتاب اللّه فله حسنة، و الحسنة بعشرأمثالها.

لا أقول الم حرف، بل الألف حرف و اللام حرفو الميم حرف- الحديث. فقيل: إنّ المراد بهغير المعنى الذي اصطلح عليه فإنّه تخصيصهبه عرف جديد. بل المعنى اللغوي و لعله سماهباسم مدلوله.

و أقول: يمكن أن يراد بهذه الأسماءالثلاثة المذكورة في الحديث مسمّياتها منالحروف الوحدان.

قالوا: إنّ حكم هذه الألفاظ مع كونهامعربة: أن يكون ساكنة الأعجاز ما لم تلتهاالعوامل كأسماء الأعداد، فيقال: ألف لامميم. كما نقول: واحد اثنان ثلاثة.

فهي معربة و إنّما سكنت سكون الواقف لاسكون البناء إذ لم تناسب مبنيّ الأصل.

و لذلك لم يحدّ بحد ككيف و أين و هؤلاء ومنذ، بل جمع فيها بين ساكنين فقيل:

ص ق فسكونها سكون المعربات حيث لا يمسّهاإعراب لفقد موجبه و عامله، مع كونها قابلةللعمل معرضة للإعراب.

ثمّ قالوا: إنّ مسمّياتها لمّا كانت عنصرالكلام و بسائطه التي منها تركّبت،افتتح‏

1) الأقوال مما ذكر في تفسير الرازي والكشاف و البيضاوي.

2) ترمذى: فضائل القرآن، باب ما جاء فيمنقرء حرفا من القرآن 5/ 175.

و جاء ما يقرب منه في البحار: 92/ 19.