تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 236
نمايش فراداده

إحداها التوقّي عن العذاب المخلّدبالتبرّؤ عن الشرك و الجحود للحقّ و الدينو الإنكار للعلم و الحكمة و اليقين و عليهيحمل قوله تعالى وَ أَلْزَمَهُمْكَلِمَةَ التَّقْوى‏.

و الثانية الاجتناب عن المآثم و المعاصيمن فعل أو ترك حتّى الصغائر عند القوم، فروي عن النبي صلى الله عليه وآله إنّهقال «1»: «لا يبلغ العبد درجة المتّقينحتّى يدع ما لا بأس به حذرا ممّا به بأس» و هو المعنيّ بقوله تعالى وَ لَوْ أَنَّأَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا-الآية [7/ 96].

و الثالثة: أن ينزّه عما يشغل سرّه عنالحقّ و يجرّد عما سواه و يبتّل إليهبشراشره، و هو التقوى الحقيقي المطلوببقوله اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ [3/102].

و اعلم إنّ التقوى جاءت في القرآن بمعانكثيرة كلّها ترجع إلى هذه المراتب.

فمنها الايمان كقوله تعالى وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‏ وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها [48/ 26] أيكلمة التوحيد و قوله: أُولئِكَ الَّذِينَامْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْلِلتَّقْوى‏ [49/ 3] و في الشعراء قَوْمَفِرْعَوْنَ أَ لا يَتَّقُونَ [26/ 11] أي ألايؤمنون.

و منها الخشية كقوله في أول النساء: ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [4/1] و مثله في أول الحجّ [22/ 1] و [في‏] الشعراءإِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَ لاتَتَّقُونَ [26/ 161] أي ألا تخشون، و كذلك قولهود و صالح [26/ 142] و لوط [26/ 161] و شعيب [26/ 177]لقومهم. و في العنكبوت: وَ إِبْراهِيمَإِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَوَ اتَّقُوهُ [29/ 16] يعني: اخشوه.

و منها التوبة كقوله تعالى وَ لَوْ أَنَّأَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا [7/96] أي تابوا.

و منها الطاعة كقوله تعالى في النحل: أَنْأَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّاأَنَا فَاتَّقُونِ‏

1) الجامع الصغير: «لا يبلغ العبد أن يكون منالمتقين ...» 2/ 204.