تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 25
نمايش فراداده

السادس: جعلتني يا إلهي مرجوما ملعونابسبب جرم صدر منّي، أو لا سبب جرم صدرمنّي؟ فإن كان الأول فقد بطل الجبر و إنكان الثاني فهو محض الظلم و قد قلت: و مااللّه يريد ظلما للعباد. فكيف يليق هذابك!؟ و أما على مذهب القدر فللجبري أن يقول: أماالإشكالات التي ألزمتمونا فهي بأسرهاواردة عليكم من وجهين: الأول إن قدرة العبدإمّا أن يكون متعيّنة لأحد الطرفين فالجبرلازم. و إما أن يكون حاملة لهما فرجحان أحدالطرفين على الآخر إن كان لمرجّح، ففاعلالمرجّح إن كان هو العبد عاد التقسيم فيه ويتسلسل. و إن كان هو اللّه فعند ما يفعل ذلكالمرجّح يصير الفعل واجب الوقوع، و عند مالا يفعله يصير ممتنع الوقوع و حينئذيلزمكم كل ما ذكرتموه.

و إن كان الرجحان لا لمرجّح فهو باطل منوجهين:

الاول إنّه يسدّ به باب اثبات الصانعللعالم إذ مداره على أنّ رجحان إحدى طرفيالممكن على الآخر يستحيل من غير مرجّح.

و الثاني: إنه على هذا التقدير يكون وجودذلك الرجحان واقعا على سبيل الاتفاق و لميكن صادرا عن العبد و إذا كان الأمر كماذكرنا فقد عاد الجبر المحض.

الوجه الثاني: في السؤال إنكم سلّمتم كونهتعالى عالما بجميع المعلومات و وقوعالشي‏ء على خلاف علمه يقتضى انقلاب علمهجهلا و ذلك محال و المؤدّي إلى المحال محالفكل ما أوردتموه علينا في القضاء و القدرلازم عليكم في العلم لزوما لا محيص عنه.

و اعلم يا وليي أعانك اللّه و أعاذك إنهاهنا قد تلاطمت أمواج بحري الجبر و القدر