تفسیر کتاب اللّه المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 510/ 351
نمايش فراداده

الخسيسة و النفوس الدنيّة المحتاج إليهاهذه الدار، التي يقوم بها أهل الظلمة والحجاب و يتنعّم بها أهل الذلّة و القسوة وسائر الأنعام و الدوابّ، المبعدين عن دارالكرامة و النور، المطرودين عن عالمالمحبّة و السرور.

فوجب في العناية الاولى و الحكمة الكبرى،التفاوت في الاستعدادات لمراتب الدرجاتفي الشرف و الخسّة و الصفاء و الكدورة والعلوّ و الدناءة.

و ثبت بموجب القضاء اللازم النافذ فيالقدر المتحتّم الحكم بوجود السعداء (274) والأشقياء جميعا، و المؤمنين و الكفار والمنافقين كلّا.

قال بعض المكاشفين: يدخل أهل الدارينالسعداء بفضل اللّه في دارهم و أهل الناربعدل اللّه فيها و ينزلون فيهما بالأعمالو يخلّدون فيهما بالنيّات، و في المقامأسرار اخرى تركناها إلى مقام آخر.

تبصرة [الختم و قول الاشاعرة فيه‏]

الختم و الكتم أخوان في الاستيثاق منالشي‏ء بضرب الخاتم عليه (275) كتما له، والغشاوة: الغطاء، فعالة من غشاه إذا غطاه.و هذا البناء لما يشتمل على الشي‏ءكالعصابة و العمامة.

و اختلف الناس في هذا الختم، أما [عند]القائلون بالقضاء و القدر في الكل فهو منفعل اللّه من جهة خصوصيّة بعض القوابلالمتخالفة الطبائع و الصور كما مرّ، و لهمقولان «1»:

منهم من قال: إنّ الختم هو خلق الكفر فيقلوب الكفّار، و منهم من قال: خلق الداعيةالتي إذا انضمّت إلى القدرة- صار مجموعالقدرة معها- سببا لوقوع الكفر.

1) الأقوال و ما جاء في شرحهما منقولة فيتفسير الرازي: 1/ 271.